الجمعة، 12 يوليو 2013

تابع أشراط الساعة الصغرى (36)

بسم الله الرحمن الرحيم
     تابع أشراط الساعة الصغرى
٣٩- غبطة أهل القبور وتمني الموت من شدة الفتن :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ ) متفق عليه
قَالَ اِبْن بَطَّال : تُغْبَط أَهْل الْقُبُور ، وَتَمَنِّي الْمَوْت عِنْدَ ظُهُور الْفِتَن إِنَّمَا هُوَ خَوْف ذَهَاب الدِّين بِغَلَبَةِ الْبَاطِل وَأَهْله وَظُهُور الْمَعَاصِي وَالْمُنْكَر اِنْتَهَى .
قَالَ الْقُرْطُبِيّ : كَأَنَّ فِي الْحَدِيث إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْفِتَن وَالْمَشَقَّة الْبَالِغَة سَتَقَعُ حَتَّى يَخِفّ أَمْر الدِّين وَيَقِلّ الِاعْتِنَاء بِأَمْرِهِ
وَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: ظَنَّ بَعْضهمْ أَنَّ هَذَا الْحَدِيث مُعَارِض لِلنَّهْيِ عَنْ تَمَنِّي الْمَوْت , وَلَيْسَ كَذَلِكَ , وَإِنَّمَا فِي هَذَا أَنَّ هَذَا الْقَدْر سَيَكُونُ لِشِدَّةٍ تَنْزِل بِالنَّاسِ مِنْ فَسَاد الْحَال فِي الدِّين أَوْ ضَعْفه أَوْ خَوْف ذَهَابه لَا لِضَرَرٍ يَنْزِل فِي الْجِسْم .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى الْقَبْرِ فَيَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَكَانَ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ وَلَيْسَ بِهِ الدِّينُ إِلَّا الْبَلَاءُ ) مسلم
في قوله (فَيَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ ) بيان شدة الأهوال لأن القبر والمقابر لها في النفوس هول عند مشاهدتها ، فكيف بالتمرغ عليها .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻅ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ : ﻭﻻ ﻴﻠﺯﻡ ﻜﻭﻨﻪ ﻓﻲ ﻜﻝ ﺒﻠﺩ ﻭﻻ ﻜﻝ ﺯﻤﻥ ﻭﻻ
ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻝ ﻴﺼﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﻔﺎﻗﻪ ﻟﻠﺒﻌﺽ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻗﻁﺎﺭ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺯﻤﺎﻥ .
كتبه : عبد الله العصيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق